استخدامات تكنولوجيا الفقراء في مجال الصناعة

1:ففي مجال الصناعة وبالنسبة للصناعات الأكثر تطوراً، فقد تمكن أغنياء سورية ومنذ أقل من سنة وبعد دعم وشراكة حكومية من امتلاك تكنولوجيا تجميع سيارات هي أقل مستوى من احتياجاتهم، فهم يستعملون سيارات أكثر رفاهية من تلك التي امتلكوا تكنولوجيا تجميعها، بينما فقراء سورية تمكنوا ومنذ عشرات السنين من امتلاك تكنولوجيا تصنيع (وليس تجميع) سيارات كانت ملائمة تماماً لاحتياجاتهم ومازالوا يطوّرون تلك الصناعة التي مازالت تلبي تلك الاحتياجات إلى وقتنا الحاضر، دعت الحاجة إلى إيجاد حل بديل للسيارات الزراعية ذات التكلفة العالية، وبوجود الفقر المدقع، فكان اختراع أول سيارة شاحنة سورية في بلدة حلفايا في حماة والتي كانت في بداية الأمر تسير بثلاث عجلات ولكن مواصفاتها كانت تناسب فلاحي تلك المناطق فوقودها رخيص (المازوت) وهي متينة جداً، وشكلها غير أنيق ولكنه كان في تلك الفترة مناسباً، ومع تطور المجتمع تم تطوير هذه الشاحنة التي أخذت اسم الحلفاوية إلى أن أصبحت حالياً تحمل كل مواصفات السيارة من حيث الهيكل والاقتصاد في الوقود والمتانة، ولا تختلف شيئاً عن السيارة الشاحنة العادية سوى بثمنها الزهيد جداً، وبكونها غير معترف بها من قبل الحكومة، ولكن هذا الأمر لا يهم كثيراً كونها تستعمل للأعمال الزراعية.

                                    عامر عويضة و أكرم عويضة