التكنولوجيا في خدمتك
  تكنولوجيا الفقراء
 


تكنولوجيا الفقراء
نحن بلد يستورد التكنولوجيا بشكل عام، فعندما يمتلك أحد ما في هذا
البلد سلعةً أو وسيلة إنتاج متطورة تقنياً فهي في الغالب تكون مستوردة من بلد أكثر تطوراً في مجال التكنولوجيا،

وهناك من يعتقد أن عالم الأغنياء، هو العالم الوحيد الذي يمتلك التكنولوجيا، وأن

الأغنياء وحدهم القادرون على تطوير وسائل إنتاجهم بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا،

 سواءً لإنتاج سلع جديدة مبتكرة، أو لزيادة إنتاج سلع قديمة، أو تحسين جودتها، وذلك بسبب امتلاكهم المال القادر على شراء أحدث التقنيات.

ولكن في بلدنا على الأقل هناك تكنولوجيا خاصة بالفقراء، استطاعوا من خلالها تطوير وسائل إنتاجهم، وأحياناً اخترعوا سلعاً لم تكن موجودة. ولكن كل هذا التطوير كان يحدث بما يتناسب مع فقرهم، ربما يكونوا قد تطفلوا على بقايا وأنقاض تكنولوجيا إخوانهم الأغنياء، ولكنهم كانوا يحوّلون تلك الأنقاض التي تعدّ بحكم النفايات بالنسبة للأغنياء إلى وسائل إنتاج وأحياناً إلى سلع، تستخدم وفي غير المكان الذي صنعت من أجله (كأن يحوِّلوا مضخة ماء إلى سيارة، أو محرك براد قديم إلى بخاخ دهان، أو آلة حاسبة إلى عداد إلكتروني).

وقد استطاع فقراؤنا من خلال تكنولوجيا الفقر أن يسبقوا تكنولوجيا العالم الفني في بلدنا، ليس في مجال الصناعة وحسب، بل في كل مجالات الحياة التي تتطلب تطوراً تقنياً، فقد أبدع فقراؤنا (الذين يشكلون معظم مجتمعنا) في إيجاد حلول تقنية لإنتاج سلع يتطلب إنتاجها معامل بملايين وربما بمليارات الليرات، وأنتجوها بطرق لا تكلف أكثر من بضع آلاف بينما بقي عالم الأغنياء يستجدي القرارات الحكومية في السماح له بإدخال التكنولوجيا التي تناسب عصر التطور                                   
 
عامر عويضة و علاء شاكر




ta o:title
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free