التكنولوجيا في خدمتك
  استخدام تكنولوجيا الفقراء في مجال العمل ا
 

تكنولوجيا الفقر في العمل المصرفي

كان العمل المصرفي بالنسبة لأغنيائنا محصوراً بالحكومة فقط وكان يتطور وفق ما ترتئيه الحكومة وظل هذا العمل مقتصراً على الإيداعات والقروض وقبض فرق سعر الفائدة كأرباح للمصارف إلى أن دخلنا حديثاً طور التعرف على تكنولوجيا الأغنياء في الأعمال المصرفية المختلفة سواءً كانت مصارف استثمارية أو تلك التي تأخذ فرق سعر الفائدة، أما فقراؤنا فقد مارسوا كل أشكال العمل المصرفي بشقيه الاستثماري أو الذي يعتمد على سعر الفائدة. منذ سنوات كثيرة سابقة فدائماً يوجد بين معشر الفقراء شخص يتمتع بسمعة جيدة تفوق سمعة المصارف الحالية يجمع مدخراتهم ويشغلها لهم في مشاريع استثمارية ويوزع عليهم الأرباح وفق الآلية التي يتفق عليها مع هؤلاء الفقراء وقد ظهر خلال السنوات العشر الأخيرة عدد من هؤلاء الأشخاص الذين يقومون مقام البنوك الاستثمارية وقاموا بعمليات احتيال على هؤلاء الفقراء فجمعوا منهم مدخراتهم وغادروا بها خارج البلاد أو أنهم أشهروا إفلاسهم. وبالمقابل فهناك العشرات ممن يقومون بهذا العمل بكل أمانة ويؤدون إلى المستثمرين معهم مستحقاتهم من الأرباح.

أما النوع الآخر من العمل المصرفي فقد كان يقوم به بشكل كبير فلاحونا وبما أن الفائدة حرام في الدين الإسلامي فقد أوجدوا حلولاً لهذا الأمر بأن يقرضوا الفقراء من الفلاحين بعض النقود بأن يشتروا منهم الموسم مقدماً وبسعر أرخص من سعره في وقت الحصاد وبالتالي كانوا يقترضون ويقرضون بعضهم وفق تقنيات أوجدوها كحلول لمشاكلهم المادية.

وفي النهاية نجد أن تكنولوجيا الفقراء هي حالة سورية بامتياز نتجت كرد فعل على العجز أمام الفقر الذي قال عنه الإمام علي (لو كان الفقر رجلاً لقتله)

                                  عامر عويضة و أكرم عويضة
 
   
 
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free